الموجز الاخباري لصحيفة وقع الحدث تابعنا من هنا

كتاب الرأي

حروف مبعثرة ..!!!

 

مهلاً أيها العمر المسافر في وقت غير معلوم  …

مهلاً ايتها الساعات والأيام المغادرة بتسارع محسوب لا رجعة فيه ولا تهاد ..

مهلاً أيتها اللحظات والدقائق ما كتب لنا البقاء ..

فلا زالت الآمال كبار .. والأماني أكبر.. والرؤى متشعبه..

مهلاً فالأمنيات مختلفة ، متباعدة .. فيها ما أمكن تحقيقه والكثير الكثير في ذاكرة التمني لايزال قيد الدراسة والتمحيص والحساب والمفاضلة .. نبسطه على طاولة التنفيذ التي ترفض أكثر مما تصدر قرار الموافقة..

مهلاً .. أيها العمر .. فما زال  مشجب الإنتظار وجدران التمني التي تخللتها تصدعات الزمن وتواتر السنين تحمل الكثير والكثير من تلك وهذه ..

الا تمهل أيها العمر المسافر.. إن كان ندائي يوصله إليك رجع الصدى .. أم إن صوتي يلتج في واد سحيق لا يَسمع .. والى الله المشتكى …

مهلا فالذين سبقونا بالرحيل لم نتمكن من وداعهم بالكيف والكم الذي نرضي به أنفسنا ونرضيهم .. بل لم نحقق بعض مما كانت ذواكرنا نحن وهم ممتلئة بها من تلك الأماني .. نشعر بالتقصير نحوهم قبل أنفسنا .. فلهم العتبى الى حد رضاهم أو يزيد ..

لقد رحلوا دون موعد مسبق .. بل في لحظة خاطفة كأنها لمح البصر أو رجعة الصوت .. كان بيننا وبينهم عهود ومواثيق على الوفاء وتحقيق ماله جميعا كنا نريد أن يتحقق .. كان القدر اسرع من كل ذلك الهراء الذي منّينا به أنفسنا ..

مرات ومرات أعدنا لملمة قلوبنا حاولنا درء تلك الصدوع في جدار الزمن اجتهدنا أن نتجاوز عقبات خيبات الأمل وكانت انظارنا بعيدة الى ذلك الخط الذي لم نستطع رؤية نهايته من طول المسافة على مضمار الحياة املا في أن نصل ..

شارفنا على الإقتراب ولا زلنا نحمل ( وهم ، الوصول فائزين ) ..

الأحلام الوردية كانت كابوسا قويا على أعيننا فأعشتها لم نفيق إلا وقد أزف موعد الرحيل ..

ليال شتاء بارد ، تبعتها ليال صاف حار ، كنا نتحدث فيها مع ذواتنا مع صمتنا مع دقات قلوبنا وبينهم كانت الأفكار تتمازج مع بعض الإفتراضات النظريات الباهتة في ذاكرة هرِمه شاخت مع الأيام وهنت قدرتها على أن يكون لها ما تريد .. لكن الله يفعل ما يريد ..

ألا أيها العمر مهلا فقد ضاعت احلامنا مثلما هم كثير غيرنا .. كبرنا أيها العمر فما عدنا نحتمل الوقوف على جدار التمني والأمنيات إلا بعكاكيز باليه لا تقوى حتى على مساعدة ذواتها فكيف بنا نحن المتعبون ..

لقد ضاعت ( أيها العمر ) احلامنا بين أيا ليت ولو ، فهلا توقفت قليلا نلتقط انفاسنا .. نعيد لملمة اولوياتنا .. نرتب اهتماماتنا على قطارك الطويل الذي لم يراع في تسارعه خطواتنا المثقلة .. ألا فسمع إن استطعت رجع ندائنا .. مهلا أيها العمر مابقي لك من ساعات البقاء في زمن انتظارك على رصيف محطة الوداع المحتوم ..

هذا هو أملنا وطلبنا بل رجاؤنا .. فهل أنت مجيب ؟؟

أم إن سيفك البتار للوقت على حين ( غفله ) لا يعرف قريب ولا بعيد .. صغير كان أو طفل وليد ..

ألا مهلا أيها العمر نلتقط ما بقي من انفاسنا المتحشرجه في صدورنا تتزاحم مع الزفرات والآهات والتنهيدات الكل منها يرى أن له أولوية الخروج قبل غيره ..

مهلا أيها العمر المار بقطارك المسرع ..

فلا زال لدينا أمل الحياة أن لا نختنق بما بقي من أيامنا المعدودة ..

فهل تجيب ؟؟

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى