برعاية خادم الحرمين الشريفين : الملتقى الدولي للمسؤولية الاجتماعية 2024: انطلاقة جديدة نحو التأثير
وقع الحدث/ تغطية خاصة – ناصرمضحي الحربي
الصورة/ وكالة الانباء السعودية
افتتاح الملتقى وأهدافه
افتتح اليوم الاثنين الملتقى الدولي للمسؤولية الاجتماعية 2024 برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، مما يبرز الأهمية الكبيرة التي توليها القيادة السعودية لتعزيز مسؤولية الشركات وأثرها على المجتمع ، ويُعَدّ هذا الحدث منصة رئيسية تجمع بين قادة الفكر، وصناع القرار، والممارسين في مجال المسؤولية الاجتماعية، ليكونوا جزءاً من النقاشات البنّاءة حول كيفية تحسين الأثر الاجتماعي والبيئي للشركات .
وتتمثل الأهداف الرئيسية للملتقى في تعزيز مفهوم المسؤولية الاجتماعية بصورة واضحة ومطلوبة، وتوفير مساحات للتعاون الفعّال بين القطاعين العام والخاص ، كما يهدف الملتقى إلى تحفيز الشركات والمؤسسات على اتخاذ خطوات فعالة في دمج المسؤولية الاجتماعية ضمن استراتيجياتهم التشغيلية من أجل تحقيق أثر إيجابي على المجتمع المحلي والدولي ، من خلال ورش العمل، والندوات، والمحاضرات، ايضاً يهدف الملتقى إلى تنمية الوعي حول الدور الحيوي الذي تلعبه المسؤولية الاجتماعية في ممارسات الأعمال .
تسهم مثل هذه الفعاليات أيضاً في تطوير شراكات استراتيجية بين المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، مما يعزز من فرص التعاون في مشاريع فعالة تهدف إلى تحسين جودة الحياة وتقليل الفجوات الاجتماعية ، من خلال مشاركة التجارب الناجحة والنماذج المبتكرة، يسعى الملتقى ليكون حافزاً رئيسياً لبناء ثقافة المسؤولية الاجتماعية، حيث يتمكن المشاركون من التعلم من بعضهم البعض وتبادل الأفكار التي من شأنها تحسين استراتيجياتهم الحالية .
المشاركون والخبراء
في الملتقى الدولي للمسؤولية الاجتماعية 2024، حدث تجمع بارز لعدد من كبار الشخصيات الذين يمثلون مختلف القطاعات ، شارك فيه أصحاب المعالي الوزراء الذين يشغلون مناصب قيادية في الحكومة، وذلك لتقديم رؤى واضحة حول كيفية دمج المسؤولية الاجتماعية في السياسات العامة ، وهؤلاء القادة يسعون إلى تعزيز الفهم العام لأهمية المسؤولية الاجتماعية ويساهمون في تحفيز النقاشات حول أفضل الممارسات في هذا المجال .
بالإضافة إلى الوزراء، شهد الملتقى أيضًا حضور عدد من الرؤساء التنفيذيين من القطاع الخاص ، هؤلاء الأفراد هم قادة ذوو خبرة في قيادة الشركات، ويجلبون معهم أفكارًا مبتكرة حول كيفية دمج المسؤولية الاجتماعية في نماذج أعمالهم ، من خلال تجاربهم ، وقد استعرض المتحدثون كيف يمكن للمسؤولية الاجتماعية أن تعود بالفائدة على الأعمال، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى تحسين سمعة الشركات وزيادة قابلية جذب العملاء .
كما تم استضافة مختصين دوليين وصنّاع قرار بارزين ممن لهم دور في مجالات التنمية المستدامة والاستدامة الاجتماعية ، وهؤلاء الخبراء قدموا تحليلات معمقة حول كيفية خلق تأثير إيجابي من خلال الأنشطة والمسؤوليات الاجتماعية في مختلف المناطق ،
في نهاية المطاف، تعتبر مشاركة هؤلاء الأفراد بمثابة نقطة انطلاق نحو إحداث تغييرات ملموسة في مجتمعاتهم ، إن الأفكار التي سيتم تبادلها والنقاشات التي ستحدث قد تؤدي إلى تحسين قابلية تطبيق المبادرات الاجتماعية وتوسيع نطاق تأثيرها .
الأنشطة والفعاليات خلال الملتقى
سيشهد الملتقى الدولي للمسؤولية الاجتماعية 2024 مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات التي تهدف إلى تعزيز الفهم والتطبيق العملي للمفاهيم المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية ، تتضمن هذه الفعاليات ورش عمل مكثفة، حلقات نقاشية، ومحاضرات تُقدّم من قبل خبراء مرموقين في هذا المجال ، من المتوقع أن توفر هذه الأنشطة فرصة فريدة للمشاركين لتبادل الخبرات والأفكار، بالإضافة إلى اكتساب معرفة جديدة تساهم في تطوير استراتيجيات فعالة للمسؤولية الاجتماعية .
وتُعد ورش العمل جزءًا أساسيًا من برنامج الملتقى، حيث تركز على موضوعات مثل أهمية الاستدامة، وسبل دمج المسؤولية الاجتماعية في الأعمال التجارية ، وسيقوم المدربون بتوفير أساليب عملية وأدوات يمكن استخدامها في الحياة اليومية لتعزيز المبادرات الاجتماعية ، ويُعتبر هذا النوع من التعلم التفاعلي طريقة فعّالة لتشجيع المشاركين على تطوير مهارات جديدة وتنفيذها في بيئات عملهم .
بالاظافة ذلك، ستُعقد حلقات نقاشية تغطي الموضوعات الأكثر إلحاحًا في مجال المسؤولية الاجتماعية ، سوف تشمل هذه النقاشات قضايا مثل التمويل المسؤول، وتعزيز الشفافية، وتأثير الأعمال على المجتمعات المحلية ، من خلال دعوة ممثلين من القطاعات المختلفة، يتاح للمشاركين فرصة فهم وجهات نظر متنوعة وخلق حوار بناء حول كيفية تحسين الممارسات والتوجهات في هذا المجال .
التوصيات والنتائج
شهد الملتقى الدولي للمسؤولية الاجتماعية 2024 نقاشات مثمرة ومتعددة حول كيفية تعزيز الجهود لتحقيق تأثير إيجابي في مجتمعاتنا ، وخرج المشاركون بتوصيات استراتيجية تتعلق بكيفية ترجمة المفاهيم النظرية للمسؤولية الاجتماعية إلى ممارسات فعلية على الأرض ، ومن أبرز تلك التوصيات ضرورة تعزيز الشراكات بين القطاعين الخاص والعام، مما سيساهم في دمج قيم المسؤولية الاجتماعية ضمن سياسات الشركات والمؤسسات الحكومية .
كما تم التأكيد على أهمية تقوية القدرات البشرية من خلال برامج تدريبية متخصصة تهدف إلى رفع مستوى الوعي والمعرفة بقضايا المسؤولية الاجتماعية ، هذه الاستراتيجيات تفتح المجال لنشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية، ما يؤدي إلى تحفيز الابتكارات التي تسهم في معالجة التحديات المجتمعية بشكل فعال ، ولا بد من التأكيد على أن تنفيذ هذه التوصيات يعتمد على تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، بداية من الحكومة، ووصولاً إلى القطاع الخاص والمجتمع المدني ،
من جهة أخرى، يجدر بالذكر أن الاستمرارية في تنظيم مثل هذه الملتقيات تعتبر أمرًا حيويًا لتقييم مدى تأثير التوصيات المنبثقة عنها ، فبتكرار هذه الفعاليات، يمكن قياس النتائج وتحقيق الأهداف الموضوعة في البيانات الختامية، مما يتيح فرصة لتعزيز الحوار المستدام بين المعنيين وتحفيز المبادرات الجديدة ، إن النجاح في تطبيق التوصيات يعتمد بشكل كبير على روح التعاون والمشاركة بين الجميع، مما يعكس التزامًا فعليًا نحو بناء مجتمع مسؤول ومستدام ، في نطاق أوسع، يعتبر الملتقى نقطة انطلاق جديدة لتعزيز ثقافة المسؤولية الاجتماعية وتحقيق تأثيرات إيجابية على المدى الطويل ،