زمن المراهقة
“المراهقة” كمصطلحٍ تعني فترة البلوغ التي تلي مرحلة الطفولة المتأخرة، التي يعبّر عنها في اللغة العربية الفصحى بمرحلة الصبا، هذا الاشتقاق اللغوي نابعٌ من الإرهاق الذي يعتري المراهق جراء ظهور علامات البلوغ، إذ يُمكن حصرها ما بين سن الثالثة عشرة إلى الثامنة عشرة، التي تصنف عالميًا اليوم ضمن مرحلة الطفولة أيضًا، وغالبًا يتصف المراهق بالتمرد والطيش؛ فشتانٌ ما بين مراهق العصور الإسلامية الأولى ومراهقي اليوم. فعلى سبيل المثال لا الحصر، حبَّ رسول صلى الله عليه وسلم وابن حُبّه أسامة بن زيد بن حارثة قاد جيش المسلمين في عهد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- في حروب الردة وعمره لا يتجاوز سبع عشرة سنة، والخليفة العباسي هارون الرشيد إنما لقب بالرشيد؛ لأنه حارب البيزنطيين وهو ابن الثامنة عشرة من العمر.
دعوا الفتيات والصبيان يجربون الحياة، علموهم أنهم على قدّر المسؤولية، وأن بإمكانهم العمل جنباً إلى جنب مع دراستهم لجني المال الحلال وادّخاره، فالدلال الزائد مفسدة وأيّ مفسدة، عززوا الوعي الديني، فنحنُ في زمنٍ تكالبت فيه علينا الفتن من كل حدبٍ وصوبٍ، علموهم احترام أجسادهم واحترام الإناث، “مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع”.
الحياة وعي ومسؤولية كبرى، حيث إن في هذا الحديث تلميح رائعٍ وراقٍّ للثقافة الجنسية، بلا فجاجةٍ ولا تبجحٍ ولا وقاحةٍ، كما هو الحال اليوم، وبه دعوة إلى التسمك بعماد الدين ألا وهي الصلاة؛ ففي الدين تسمو الأمة الإسلامية.
…………………
مضاوي دهام القويضي
كاتبة صحفية ومستشارة