الأسرة والمجتمع

تأثير الأغذية الغير صحية على الأطفال

 

– مقدمة :

تعتبر السكاكر والحلويات والموالح الغير صحية كالشيبس والمشروبات الغازية وغيرها من المواد الغذائية التي تجذب الأطفال بشكل كبير ، فنرى اقبالا شديداً عليها من الأطفال حتى أصبحت تعتبر من أساسيات الأكل اليومي عندهم بل أنها أصبحت بديلاً للوجبات الأساسية .
أغلب هذه المواد مصنعة من مواد غير طبيعية و تتم إضافة المنكهات الصنعية لإعطاء الطعم والمذاق المطلوب ، كما أنها تلون بملونات صناعية لتصبح بلون جذاب تجعل الأطفال مقبلين عليها بشدة .

– التأثير السلبي :

السكريات الصناعية و الملونات الصنعية والزيوت المهدرجة وغيرها من المواد التي تستخدم في صناعة هذه الأغذية الغير صحية على الاطلاق ، والتي مع مرور الوقت و زيادة الاستهلاك وتراكمها في الجسم تسبب العديد من الأمراض و المشاكل الصحية عند الأطفال ، قد لا يظهر تأثيرها مباشرة إلا أن استهلاكها بشكل مفرط و غير مدروس يسرع في الإصابة بالأمراض كسكري الأطفال والسمنة المبكرةوالأنيميا، ومشاكل في العظام والمعدة والأمعاء وتضرر في الكبد ، و ضعف و تسوس في الأسنان ، وفرط أو كسل في النشاط عند الأطفال .
كما أنها تؤثر بشكل عام على نمو الطفل عندما تصبح هي الأساس الغذائي له ، في حال غياب الوجبات الصحية المصنوعة منزلياً من المكونات الطبيعية .
بعض الدراسات تشير إلى أن زيادة تناول هذه الأغذية يمكن أن تؤثر على الجهاز العصبي للطفل و يمكن أن تسبب له أمراضاً عصبية ، كما أنها تؤثر على الغدد و تغير في كمية ومعدل إفراز الهرمونات وتؤثر على مستوى الذكاء والانتباه والتركيز لديه .

– رداءة المواد المُصَنعة :

الجدير بالذكر أن أغلب هذه المواد تصنع من مواد صنعية رخيصة ملوثة بمعادن ثقيلة سامة مثل الزرنيخ والرصاص والكادميوم والزئبق ، ويضاف إليها المواد الحافظة والمواد التي تؤثر على الهرمونات ومضادات الأكسدة و غيرها ، و في الأغلب تغيب الرقابة الصحية عن صناعتها وخاصة في الدول النامية والتي تفتقد أساسيات المراقبة المخبرية لكل ما يتم تصنيعه في أي معمل أغذية .

– دور الأهل :

على الأهل أن يكون لديهم وعي ودراية بنوعية الأطعمة التي يشتريها الأطفال ، وتشجيع الطفل على تناول الوجبات الصحية الأساسية المصنوعة من الخضروات واللحم و الدجاج والسمك ، و إيجاد أطعمة صحية سناكات تصنعها الأم بطريقة جذابة و بمواد صحية تكون بديلاً للأطفال .
وأيضاً من المهم جداً أن يتبع جميع أفراد الأسرة نمطاً غذائياً صحياً بعيداً عن المعلبات ووجبات الطعام الجاهزة السريعة ، فعندما يرى الطفل أن كل من في المنزل يتناول طعاماً صحياً يتشجع على ذلك و يصبح الأمر لديه سلوك مكتسب .

– دراسات أكاديمية :

في دراسة خاصة أجرها الباحث أبو بكر محمد الرطب لدراسة وتقييم النظام الغذائي لأطفال المدارس في المرحلة العمرية بين ٦-١٢ سنة في بعض المدارس في مدينة مصر، ليبيا ، وجد أن هناك تعدد في أشكال الاضطرابات الصحية عند الأطفال ،
كما تبين من خلال هذه الدراسة معرفة أنواع الاضطرابات والمشاكل الصحية المنتشرة بين طلاب المدارس في المدارس المستهدفة ،
والتي قد يكون سوء التغذية سبباً فيها والمتمثلة في عدم التركيز وضعف النظر وضعف السمع حساسية الأنف والصدر والنحافة والسمنة والسكري وفقر الدم ، حيث بلغ عدد الطلاب الذين لديهم عدم تركيز 118 و ضعف النظر بواقع 66 حالة و 38 حالة تعاني
من حساسية الأنف والصدر وعدد 35 حالة سمنة و 22 من الطالب يعانون من النحافة و 14 حالة لديها مرض السكر وكان فقر الدم وضعف السمع 10 حالة لكل منهما ، حيث توافقت مع دراسة كل من Glemue وMiguel في الولايات المتحدة الأمريكية بوجود أغلب المشاكل والاضطرابات والتي سببها الأساسي القصور الغذائي 2008, (Miguel & Glemue )كما هو موضح
بالجدول :

– توصيات هامة :

أكد الباحث على ضرورة الالتزام بالتوصيات التالية من أجل بناء طفل سليم ذهنياً وجسدياً :
١.الالتزام بالغذاء الصحي والمتنوع وإتباع الهرم الغذائي المناسب وخصوصا في فئات الأطفال في مختلف الأعمار لأنها مرحلة مهمة
في النمو والتطور .
٢. الاهتمام بالتغذية السليمة داخل المدرسة وإتباع الأنظمة والتدابير العالمية المنظمة لهذه المرحلة والتركيز على التنوع الغذائي داخل
المقاصف المدرسية وكذلك شرب السوائل وخصوصا الماء.
٣. الدعم الغذائي وتقديم الوجبات المجانية لفئة الأطفال في سن 6-12 سنة خصوصا ولكافة الأطفال في جميع الأماكن وبمختلف
الأعمار .
٤.توفير المناخ الغذائي المناسب للطفل والابتعاد عن الملهيات والبرامج التي تشجع على الخمول وتبعد الطفل على الاستفادة من
الوجبات الرئيسية.
٥. الابتعاد عن تناول المسليات والسكريات والدهون بكثرة والتي تؤثر في تناول الوجبات الرئيسية المهمة للطفل.
٦. ممارسة الرياضة والتمارين الرياضية وخصوصا الصباحية وأثناء الطابور الصباحي وقبل وبعد الوقت الدراسي.
٧. المتابعة المستمرة من قبل الأهالي وخصوصا الأم في تغذية الأطفال في المنزل وكذلك قبل الذهاب للمدرسة وبعد الرجوع منها.
٨. تعليم وتثقيف الأطفال في كيفية اختيار الطعام المناسب في كل مرحلة عمرية ونشر الوعي الصحي والغذائي وإدراجها من ضمن
المناهج التعليمية.
٩. فتح مراكز ومكاتب مسئولة عن الجانب الغذائي والصحي داخل المدارس والتي يكون لها تواصل مباشر مع أهالي الأطفال لكي يتم
التنظيم السليم والمطلوب .
١٠. التركيز على إجراء البحوث والدراسات والندوات والمؤتمرات وورش العمل التي تركز على التنظيم الغذائي وصحة الغذاء للرفع من كفاء وجودة الخدمات الغذائية.
١١. معالجة الحاملين للبكتيريا من الطاقم الطبي بالمستشفيات بسبب علقتهم المباشرة بالمرضى حتى لا يكونوا مصدر للعدوى.
_________
نوار الشاطر
تخصص: بيولوجي مايكروبيولوجي
microboologe


اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى