الأسرة والمجتمع

صغيري… كيف تكون ابتسامتك جميلة

داعبه برقته المعتادة، وسأله عن اسمه وعمره، ذلك هو الطّبيب الحاذق حين أمسك خد الطفل الناعم ليسألهُ عن عدد أسنانه وما فائدتها. الطفلُ منتبه إلى الآلات المركونة قرب حوضٍ أبيضَ جميلٍ، ثم يسأل الطبيبَ ببراءَته المعهودة، ما اسم هذهِ الآلات؟ ما فائدتها؟ الطبيب يجيب: إنها تستعمل لتقشير التفاح، وهو يمس خد الطفل! افتح فمك يا صغيري… أرني أسنانك، قل: سمسم. الطفل: ثمثم… يبتسم الطبيب… أرأيتَ يا صغيري، إن أسنانك الأمامية غير نظامية؛ سأجعلك تقول: سمسم.

ممّا لا شكّ فيه أن لكل أسرة ثقافتها الخاصة، التي تمتاز بها عن ثقافة غيرها في المجتمع سواء أكانت على مستوى الصّحة أم المجتمع والثّقافة وما إلى ذلك من الثّقافات… وهذه الثّقافة عمادها الأبوان، اللذان لهما من الأهمية الكبيرة في إرساء لبناتها في عقول أبنائهما. ولعلّ من أهم الثّقافات التي يجب الاهتمام بها وتسليط الضّوء عليها بصورة مباشرة هي ثقافة (صحة الأسنان والعناية بها). إن لطبيب الأسنان مَهمّة لا تقلُّ أهمية عن وظيفة الأبوين؛ فهؤلاء الثلاثة يؤلفون المسار الصّحيٍ الذي سيسير عليه الأولاد فيما بعد. إن الأبوين يشرحان لأطفالهما عمل طبيب الأسنان، في حين سيكون الطّبيب منفذاً لما يشرحه الوالدان لطفلها حول متابعة سلامة الأسنان ومعالجتها، إذا ما تعرضت للتسوس، أو غيره من الأمراض المصاحبة لهذه المرحلة العمريّة. لذلك يتوجب على طبيب الأسنان أن يشرح للطفل عمل الأدوات المستعملة في أداء عمله، الذي يساعد المريض على التّخلص من ألمه، الذي يعانيه؛ بسبب التسوس وغيره. ولعلّ من أهم أدوات طبيب الأسنان المستعملة:
* المرآة الطبيّة: تُستعمل لفحص الأسنان، واللثة.
* الملقط الطّبيّ: يُستعمل لإزالة الأجسام الغريبة.
* المصاصة: لسحب اللعاب، والماء من فم المريض.
* الحفارات الطّبيّة: لإزالة التّسوس، وتحضير الأسنان للحشو.
* الحشوات: لملء الثّقوب في الأسنان.
* مصباح الأسنان: يُستعمل لإضاءة الفم، وتحسين رؤية الطّبيب.
ومن الواجبات التي يقدّمها طبيب الأسنان لمراجعيه من الأطفال:
* لا بدّ أن تكون الزّيارة الأوّلى إلى عيادة طبيب الأسنان؛ لغرض التّعرف على الجوّ العام.
* من المهم اصطحاب الأطفال بجولة علميّة؛ ليتعرّفوا إلى طبيب الأسنان، وأدواته المستعملة في معالجة أسنانهم، بل لا بدّ من دعوتهم إلى التّدرب عليها؛ ليُكسر حاجز الخوف الذي وُجِد بينهم وبين الطبيب.
* أن يقدّم لهم الألعاب الطّبيّة، ولا سيّما تلك التي تكون خاصّة بطب الأسنان كالـ (المصاصة، والملقط الطبيّ، وغيرها) ليحفز فيهم حبّ المهنة، والعمل في مجالها إذا كانوا راغبين بذلك.
* أن يتعامل الطّبيب مع الأطفال بشكل ممتع، ومرح.
* تشجيع الأطفال على أن يستمروا بالعناية بأسنانهم وتقبلهم العلاج بسهولة.
* على الطّبيب أن يستعمل لغة حوار بسيطة ومناسبة للأطفال، فهذه اللغة تساعدهم على الشّعور بالرّاحة، والأمان، وتعزز ثقتهم به.
* يجب علينا إيصال فكرة مهمة إلى الأطفال: إن من وسائل محاربة الألم، والتّغلب عليه هي وسيلة التّخدير الذي يجعل الطفل أكثر راحة، وثقة بالطّبيب.
* من المهم أن توضع الرّسوم التّوضيحية، ولا ضير أن تعرض فيديوات على الشّاشات في العيادة، وبعض المجسمات، لطمأنة الأطفال، وترغيبهم في مراجعة طبيب الأسنان.
* إن بناء الثّقة لدى الأطفال لهو من دواعي الاهتمام، والشّعور بالرّاحة الذي يحصل عليه الطّفل أثناء العلاج، بالإضافة إلى إشعاره باحترام شخصيته، وكيانه.
حريٌّ بنا، نحن الآباء والأطباء، أن نبثّ ثقافة صحة الأسنان بين أوساطنا الاجتماعية بصورة أكثر وعياً، فضلاً عن جعلنا من الأطفال أنفسهم من مروجي هذه الثّقافة، كتحفيزهم على قراءة موضوعات تخصّ عمل طبيب الأسنان، وعمل ورش صغيرة متكاملة بمعداتها الطّبيّة تسمّى ب (عيادة الطّبيب الصّغير). ولا ضير من تشجيعهم على دعوة أصدقائهم إلى ورش كهذه تنشر الوعي الصحي بين أقرانهم؛ فبهذه الأفكار تسمو فكرة صحة الأسنان وتذوب عقبات الخوف المتراكمة حولها.

حوراء عايد _ العراق

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى