يشهد العالم الافتراضي على تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بألفاظ نابية وإساءة لمنطقة جازان وأهلها، وذلك بسبب التعصب الرياضي الذي يعم المجتمع. يتحدث بعض المنتمين لأندية كرة القدم عن جازان ويسيئون لأهلها بدون معرفة حقيقة تاريخ هذه المنطقة وأصولها.
في الواقع، تعد جازان إحدى المناطق الجنوبية في المملكة العربية السعودية، وهي منطقة ذات تاريخ عريق يعود إلى القرون السابقة. وتشتهر جازان بأنها منطقة سادة وإشراف، حيث كانت تحت حكم الأدارسة حتى وحدها المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه، استطاع توحيد المملكة وإعادة جازان إلى حضن الوطن. ولا يمكن إنكار الدور الكبير الذي لعبته جازان وأهلها في تاريخ المملكة، حيث شاركت قبائلها في العديد من الحروب والمعارك في سبيل الدفاع عن الوطن.
ومن الجهل في العلم والثقافة والتاريخ الترويج للأفكار الخاطئة بشأن جازان وتصنيفها كجزء من اليمن، في حين أن الحقيقة الصحيحة هي أن جازان تتبع المملكة العربية السعودية وهي منطقة سعودية بامتياز. وفي عهد المخلاف السليماني كان الحكم في جازان، ووصل إلى مدينة اللحية التابعة للحديدة، وخاضت قبائل جازان حروبًا عدة ضد أئمة اليمن وانتصرت فيها.
ومن المؤسف أن يتم تداول مثل هذه المعلومات الخاطئة والمغلوطة بسبب التعصب الرياضي، وهذا يدل على أهمية تعزيز الوعي والثقافة العامة بين أفراد المجتمع. يجب على الناس أن يدركوا أن الإساءة لأي منطقة أو شعب لا تخدم سوى التفرقة والانقسام في المجتمع، وأن الحوار والتعايش السلمي هما السبيل الوحيد لبناء مجتمع مترابط ومتعاون.
وعليه، فإن الحل الأمثل لتجنب مثل هذه الأحداث هو تعزيز الوعي والثقافة العامة بين الناس، والتركيز على القيم الإيجابية والمشتركة بين أفراد المجتمع بدلاً من التركيز على الاختلافات. كما يجب على الأفراد أن يتفهموا أن النزاعات الرياضية يجب أن تكون فقط في إطار الرياضة والمنافسة الشريفة، ولا يجب أن تتحول إلى صراعات بين شعوب ومناطق.
وفي الختام، فإن إساءة الناس لأي منطقة أو شعب بدون معرفة حقيقية بتاريخهما وتاريخها لا يصب في مصلحة أحد، بل يؤدي إلى تفتيت المجتمع وتفاقم الانقسامات. علينا جميعًا أن نعمل على تعزيز الوعي والتثقيف والتعايش السلمي بين أفراد المجتمع، وتجاهل أي محاولات للتحريض على الكراهية والتمييز بين الناس. فالتعايش السلمي والاحترام المتبادل بين الناس هو الطريق الصحيح للتقدم والازدهار في المجتمعات المتنوعة.
