الموجز الاخباري لصحيفة وقع الحدث تابعنا من هنا

كتاب الرأي

الدكتور عبد الرزاق التركي : الدبلوماسية والإلهام الاجتماعي

 

الدمام- حلا الخالدي
يمثل الدكتور عبد الرزاق التركي نموذجاً مميزاً يجمع بين التجربة الدبلوماسية والعمل الاجتماعي، حيث استطاع أن يحول فقدانه للبصر في سن مبكرة إلى دافع للتميز والإسهام في مجالات متعددة. لقد عرف عنه الجمع بين التأهيل الأكاديمي الراسخ والقدرة على التأثير في القضايا الاجتماعية، ليصبح أحد الأصوات الملهمة في المجتمع السعودي.

المسيرة الأكاديمية والعملية
تدرج التركي في مسيرته التعليمية بين الولايات المتحدة وأوروبا، فحصل على درجة البكالوريوس في الدراسات الدولية وعلم الاجتماع من جامعة أوريغون، ثم نال درجة الماجستير في العلاقات الدولية مع التركيز على دراسات السلام في الشرق الأوسط من الجامعة الأمريكية في واشنطن.
ساهمت دراسته وعمله في الخارج في صقل خبراته وتوسيع آفاقه الفكرية، حيث تولى خلال فترة دراسته رئاسة اتحاد الطلبة المسلمين في الساحل الشمالي الغربي الأمريكي (1981-1986)، وهو ما منحه تجربة عملية في العمل المؤسسي وتمثيل المجتمعات الطلابية العربية والإسلامية.
في عام 1990، التحق بالسفارة السعودية في واشنطن كمحلل سياسي حتى عام 1992، حيث عمل ضمن فريق السفارة وأسهم في دعم مهامها الدبلوماسية خلال مرحلة حساسة من العلاقات الدولية. وقد تميز بقدرته على أداء مهامه بكفاءة عالية رغم التحديات الشخصية المرتبطة بإعاقته البصرية.

الالتزام الاجتماعي والدفاع عن حقوق ذوي الإعاقة
بعيداً عن عمله الدبلوماسي، عُرف الدكتور عبد الرزاق التركي بمساهماته في مجال الدفاع عن قضايا ذوي الإعاقة. فهو يؤكد دائماً أن التحدي الحقيقي ليس في الإعاقة الجسدية، بل في غياب الدعم المؤسسي والوعي المجتمعي الكافي. وقد دعا إلى ضرورة إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في القرارات التي تخصهم، وضمان دمجهم في التعليم وسوق العمل، بما يعزز من دورهم كأعضاء فاعلين في المجتمع.
رؤيته الاجتماعية تمثل امتداداً لمسيرته العملية، إذ يرى أن تمكين ذوي الإعاقة هو خطوة أساسية لبناء مجتمع أكثر شمولية وعدالة.

قدوة ملهمة
من خلال مسيرته، يقدم التركي مثالاً عملياً على قوة الإرادة والقدرة على تجاوز العقبات. فهو يربط نجاحه الدائم بالإيمان بالله والثقة بالنفس، ويطرح تجربته الشخصية كرسالة أمل لكل من يواجه تحديات في حياته. وبذلك أصبح مرجعاً إلهامياً للعديد من الشباب، خصوصاً في قضايا التكيف مع الظروف وتحويلها إلى فرص للنمو والنجاح.

خاتمة
إن تجربة الدكتور عبد الرزاق التركي تعكس صورة مشرقة لشخصية سعودية جمعت بين العمل الدبلوماسي والإسهام الاجتماعي. فقد استطاع أن يجسد نموذجاً عملياً للجدية والالتزام، ويبرهن أن التحديات يمكن أن تتحول إلى مصدر قوة وإلهام متى ما اقترنت بالطموح والإصرار.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى