استطلاع “وقع الحدث”: قرار العودة الى الفصلين الدراسيين يثير تفاعلاً واسعاً بين المعلمين والطلاب
استطلاع – إدارة التحرير – وقع الحدث
في خطوة لاقت اهتمامًا واسعًا وتفاعلاً متباينًا، أقرّ مجلس الوزراء خلال جلسته هذا الأسبوع، اعتماد العمل بنظام الفصلين الدراسيين في جميع مدارس التعليم العام، بدءًا من العام الدراسي القادم 1447/1448هـ، بعد قرابة أربعة أعوام من تطبيق النظام الثلاثي.
ويأتي هذا القرار في إطار مساعي وزارة التعليم لتطوير العملية التعليمية وتعزيز الاستقرار الدراسي، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في قطاع التعليم.
وللوقوف على ردود الفعل حول هذا التحول، أجرت “صحيفة وقع الحدث الإخبارية” استطلاعًا شمل شريحة متنوعة من أولياء الأمور، والطلاب، والمعلمين، والتربويين، لاستطلاع آرائهم حول القرار، وتوقعاتهم لمخرجاته، ومقترحاتهم لضمان نجاحه.
المؤيدون: “الاستقرار أولاً”
عبّر عدد كبير من أولياء الأمور والمعلمين عن ترحيبهم بالعودة إلى نظام الفصلين، معتبرين أنه أكثر توازنًا من حيث توزيع المناهج، ويمنح الطلاب والمعلمين فرصًا أفضل للاستيعاب والتخطيط الأكاديمي.
◉ إبراهيم علي جابر – ولي أمر:
نثمن لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين هذه الخطوة المباركة، التي أعادت أبناءنا إلى نظام الفصلين… لقد كانت تجربة الثلاثة فصول مريرة من حيث جودة التحصيل وتشتيت الأفكار بكثرة الإجازات المتداخلة.
وأضاف:
كان للقائمين على التعليم رؤية ثاقبة حين درسوا آثار النظام الثلاثي، وقرروا العودة لما هو أنفع. نسأل الله أن يجزي ولاة أمرنا خير الجزاء.
◉ أم فهد – ولية أمر لثلاثة طلاب:
النظام الثلاثي كان مرهقًا ومتسارعًا، لم يُتح لأبنائي فرصة لترسيخ المعلومات، خاصة مع تعدد الإجازات.
◉ محمد الشهري – معلم ثانوي:
القرار يعيد للعام الدراسي هيبته. في الفصلين، هناك قدرة أكبر على قياس المهارات وتوزيع الأنشطة، بدل اللهاث وراء الاختبارات.
◉ عبدالله الحربي – معلم لغة عربية:
قرار العودة إيجابي إذا نُفذ بتخطيط مدروس. نحتاج مرونة في توزيع المناهج، وصلاحيات أوسع للمدارس لتنظيم الجدول الزمني.
◉ محمد طالع الأسمري – خبير تربوي:
كلما ارتبط الطالب بالمكان والزمان، كانت الفائدة أعظم. الفصلان يعززان الاستمرارية دون تشتت أو انقطاع.
◉ عبدالله محمد بن فايع – معلم تربوي (خبرة 30 عامًا):
مخرجات التعليم سابقًا كانت أرسخ في ذهن الطلاب. كثرة الإجازات في النظام الثلاثي أثّرت على المحصلة التعليمية، وأربكت أولياء الأمور والطلاب.
◉ نورة المطيري – معلمة علوم:
النظام الثنائي يمنحنا فرصة لتنويع الاستراتيجيات. الثلاثي أربك تخطيط الدروس، وكثرت فيه الإجازات. لا بد من تطوير المناهج بما يتناسب مع التوقيت الجديد.
◉ خالد اليامي – معلم صفوف أولية:
في الصفوف الأولية، الاستمرارية أساسية. النظام الثلاثي كان يعرقل بناء المهارات. الفصلان سيساهمان في تحسين نواتج التعلم، شرط تكييف الخطط الدراسية.
المتحفظون: للنظام الثلاثي مزاياه
في المقابل، أبدى بعض الطلاب وأولياء الأمور تحفظهم على القرار، معتبرين أن النظام الثلاثي –رغم عيوبه– قدم فترات راحة دورية ساعدت في تخفيف الضغوط النفسية.
◉ ريما السلمي – طالبة في الثالث متوسط:
النظام الثلاثي خفف من طول العام الدراسي، وكنا نشعر بالحماس مع بداية كل فصل.
◉ عبدالإله الجهني – طالب ثانوي:
كنا نعتبر كل فصل فرصة جديدة لرفع المعدل، نخشى أن تقل الفرص مع الفصلين فقط.
نتائج استطلاع “وقع الحدث”
استطلعنا آراء مجموعة من المشاركين من مختلف الفئات، وجاءت النتائج كالتالي:
نسب التأييد:
✅ 68% أيّدوا العودة إلى الفصلين
❌ 21% لم يؤيدوا القرار
🤔 11% فضّلوا التريث حتى تتضح آلية التنفيذ
أبرز المبررات المؤيدة:
تعزيز الاستقرار الدراسي – 74%
تقليل التشتت والإجازات – 66%
تحسين جودة التعليم ومتابعة الأداء – 52%
أبرز المخاوف:
طول مدة الفصل الواحد – 57%
ضغط على المعلمين في التقييم – 42%
تراكم المقررات – 39%
رأي تربوي: نجاح النظام مرتبط بآلية التطبيق
يؤكد د. سعد المطيري – خبير تربوي أن:
نظام الفصلين له مزايا عديدة، لكن نجاحه يعتمد على التهيئة النفسية والتنظيمية للطلاب والمعلمين، وتدريب الكادر التعليمي على التوزيع الزمني الجديد.
وأضاف:
ينبغي إعادة النظر في توزيع المحتوى، وتوفير أنشطة لا صفية مستمرة، وتنظيم أوقات المراجعة والتقييم المرحلي لتفادي الملل.
أبرز توصيات المشاركين في الاستطلاع:
📚 إعادة توزيع المناهج بما يتناسب مع مدة الفصلين
🎯 تكثيف الأنشطة الصفية واللا صفية
🗣 إعداد خطة تواصل إعلامي توضح مزايا النظام الجديد
👩🏫 إشراك المعلمين في ورش تدريبية على الجدولة الجديدة
“لوقع الحدث”… كلمة أخيرة
إن القرار الوزاري بإعادة نظام الفصلين الدراسيين أعاد النقاش التربوي إلى الواجهة حول أنجع أساليب تنظيم العام الدراسي في بيئة التعليم السعودي. وبين مؤيد يراهن على الاستقرار، ومتحفظ يتوجس من طول المدة، تتجه الأنظار إلى وزارة التعليم، وقدرتها على تنفيذ التحول بسلاسة وتقييم أثره خلال العام الدراسي الأول.