التقيت بصديقي القديم وهو مكفهر الوجه غاضب لشفتاه إرتعاش اشبه بإرتعاش المحموم .. امسكت بيده حييته واجبرته ان يقف خوفا عليه من تفاقم الامر ..
ثم سألته ماهذا الحال الذي انت عليه ..
لماذا كل هذا الغضب والتمتمة ..
طلب مني أن اتركه وشأنه .. فرفضت تقديرا لما بيني وبينه من المناكفات الطويلة وصحبة الأيام ثم كررت ملحا عليه بالسؤال .. فأجاب بالقول :-
جمال الكلام ولغة التحاور التي تحفظ كرامة الطرف الآخر وتحترم عقليته قليلا ما تجدها وبخاصة عند بعض من يرى أنه فوق الآخرين لأي امر ناله من امور الدنيا .. منصب او جاه .. او مال او شهادة علمية ..
وهذه بحد ذاتها سقطه مروعه لهذه الفئة التي تعلمت شيئا وفاتها أشياء .. واجزم صادقا ان التحاور العقلاني لا يُدرًس إلا من خلال ديمومة المراس ورفع الهرمون الثقافي لدى طرفي التحاور والاٌ ، لبات التواصل الكلامي العقلاني متجه بقوة الى هاوية قفل الحوار دون جدوى او ثمرة ..
بعد ان سمعت ماقال ..
سالته وانت إن صادفت مثل هذه الفئة ماهو دورك في استمالة عناصر الحوار لصالحك .. أجاب ضاحكا ضاربا بكفٍ على كف ..
هنا ليست الطامة او المفصل الموجع او النقطة الخفية .. إنما هي استماتة الطرف المحاور انك على خطا وهو الاصوب .. وكلامه الاسلم وقولك الأقل حظا في الحقيقة والإقتناع ..
وبهذا فقد اختصر الطريق على نفسه بأن حكم عليها بالبقاء في نقطة واحدة ومحور متحرك يدور به دون الوصول لمخرج آمن يذلف منه لخيال ارحب واوسع لنصل سويا الى قناعات مرضيه ..
هدات من روعه واضفت ياعزيزي نبقى في دنيانا نتعلم دائما ونراع قدرات بعضنا البعض بل ونستفيد من تجاربنا ونناقش اختلاف وجهات نظرنا في جو تحيطة الثقة بالنفس والواقعية في طرح الراي والفكرة ..
إذ ليس من العدل ان نظن اننا مهما بلغنا علما او جاها او منصبا اننا فوق الجميع .. فقد يخطئ العالم الذي لا نساويه علما ومنزلة ويكبوا الجواد الذي لا نجاريه سبقا وعدوا ومن الغبن ان اظن انني على حق والآخرين دائما على خطأ ..
ما اجمل أن نحترم بعضنا البعض في تحاورنا وان نعين من التبس عليه الامر بقليل من إحترام عقله وقدراته وان ننآى بأنفسنا عن فرض الوصاية فيما يقول وما يفعل .. والله المستعان …
شارك بتعليقك على الموضوع