قضية فلسـطـين..في قلوب شعوب العالم
وقع الحدث/تقرير
منذ نكبة فلسطين عام 1948م، ولا تزال معاناة الشعب الفلسطيني مستمرة، وباتت قضيته العادلة أطول عمرا وأكثر عمقًا وأوضح أثرا في التاريخ المعاصر، ورغم محاولات التغييب ووهن الدعم وضعف المؤازرة من حين لأخر، إلا أن القضية الفلسطينية ذات الإرث الخالد من البطولات والتاريخ الطويل من النضال ظلت حاضرة وشاهدة على أن شمس الحق لا تغيب مهما حدث، ولكونها قضية العرب الأولى والقضية المركزية في الشرق الأوسط، فإنها إذا اختفت من شاشة الرادار السياسي العالمي، تعود لتظهر بقوة من جديد وبصور مختلفة في الأدبيات وأجهزة الإعلام والمنتديات السياسية والأحداث الفنية واللقاءات الرياضية، فهي موجودة دائما وإن استترت في الخلفية لبعض الوقت.
نضـال قـديـم متجـدد
فشلت المحاولات الإسرائيلية في تذويب هوية الشعب الفلسطيني، كما فشلت في تصفية قضيته، وباءت بالخيبة كل محاولات التعويل على تآكل حق الفلسطينيين بالتقادم، وبالتوازي تتواصل التحركات الدولية المناهضة للكيان الإسرائيلي ولعل آخرها قبل عام مضى تصويت اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة ضد إسرائيل، ومطالبتها بالتخلص من جميع الأسلحة النووية، وجعل جميع مواقعها النووية تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذ تم تمرير هذا القرار بأغلبية ساحقة 152 صوًتا مقابل 5 أصوات، حيث صوتت الولايات المتحدة وكندا وإسرائيل وميكرونيزيا وبالاو فقط ضده، ُيذكر أن إسرائيل لم توقع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ولم تعترف إسرائيل قط من قبل بامتلاكها هذا النوع من الأسلحة.
مواقـف ثابتـة ودعـم تاريخي
التزمت المملكة العربية السعودية منذ عقود بمواقفها الداعمة ومساهماتها المساندة للقضية الفلسطينية على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وقد أكدت الجامعة العربية والسلطة الفلسطينية في العديد من المناسبات على أن المملكة من القلائل الملتزمين بمساهماتهم لدعم كفاح الشعب الفلسطيني وكل ما يعزز صموده وتخفيف معاناته، ويأتي ذلك إيماًنا من قادة المملكة بأن جهودهم من أجل فلسطين واجب تفرضه العقيدة والعروبة، ورغبة منهم في إنهاء هذا الصراع الذي طال أمده، ووقف الاعتداءات والانتهاكات المتكررة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وقد عبروا عن هذا الموقف في كافة خطاباتهم أمام المنظمات الدولية والإقليمية، وفي كافة لقاءاتهم ومباحثاتهم مع المسؤولين الدوليين، من أجل التوصل إلى حل عادل وشامل ومستدام للقضية الفلسطينية على أساس مبادرة السلام العربية التي خطتها المملكة وتبنتها الدول العربية في قمة بيروت عام 2002م وتبنتها القمة الإسلامية في مكة المكرمة عام 2005م، والتي تؤكد على حق الشعب الفلسطيني في الحصول على دولة مستقلة وفقًا لحدود عام 1967م وعاصمتها القدس، مع عودة اللاجئين وانسحاب الاحتلال من هضبة الجولان المحتلة. ولم يتوقف الدور السعودي تجاه قضية فلسطين عند الشجب والإدانة داخل أروقة المؤتمرات، بل تعدى كل ذلك إلى تقديم الدعم المادي السخي والدعم الدبلوماسي والإنساني والمعنوي الثابت للشعب الفلسطيني، إذ يعتبر الدعم السعودي هو الأبرز على مر التاريخ منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله ، وذلك إذا ما قورن بما قدمته دول أخرى من دعم لهذه القضية، حيث ّ تعد المملكة من أكبر الدول المانحة لوكالة الأونروا من خلال الاتفاقيات الموقعة مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والصندوق السعودي للتنمية، ووفقًا لبيانات منصة المساعدات السعودية فإن فلسطين تعد من أبرز الدول حصولاً على المساعدات السعودية بقيمة قدرها 5,185,141,459 دولار أمريكي، من خلال 268 مشروعاً في قطاعات الأمن الغذائي والزراعي والصحة والايواء والمواد غير الغذائية والتعليم ودعم وتنسيق العمليات الإنسانية والمياه والإصحاح البيئي.